سوف تظل مجموعة مركز مصر الأثرية مرتبطةً إلى الأبد باسم رجل الأعمال الصيدلاني السير هنري سولومون وِلكُم (1853–1936). كان لدى ويلكوم شغف بجمع القطع الأثرية المتعلِّقة بالطب؛ بهدف تأسيس “متحف الإنسان”. اشترى لمجموعته الأثرية كل شيء يتعلق بالأدوية، بما في ذلك فرشاة أسنان نابليون، المعروضة حالياً في “مجموعة وِلكُم الأثرية” في لندن. لكنه جمع كذلك قطعاً غير طبية، بما في ذلك العديد من القطع الأثرية من مصر. كان سير هنري وِلكُم عالِمَ آثار حريصاً؛ وذلك بفضل حملات التنقيب والحفر التي قام بها لسنوات عديدة في جبل مويا في السودان، حيث استأجر 4000 شخص للتنقيب معه في تلك الفترة. كان وِلكُم من أوائل الباحثين الذين استخدموا التصوير الجوي بالطائرة الورقية في المواقع الأثرية، ولا تزال هناك صور باقية في مكتبة وِلكُم.

Black and white photo of Sir Henry Wellcome standing above the site of Jebel Moya.
السير هنري ويلكوم في حفريات جبل مويا. حقوق الصورة: (© Wellcome Collection. رخصة المشاع الإبداعي (CC BY) – تُنسَب إلى.

عندما توفي ويلكوم في عام 1936، أخذ الأمناء على عاتقهم العناية بمجموعته الأثرية، وقد هاجروا في نهاية المطاف إلى لندن. تم توزيع الكثير من قطع المجموعة الأثرية على متاحف مختلفة في بريطانيا، ولكن بحلول أوائل السبعينيات، بقي بعضها محفوظاً في الطابق السفلي من متحف بيتري. عملت  جوين غريفيثس (1911–2004)، التي كانت محاضِرة في قسم الكلاسيكيات في كلية سوانزي الجامعية (تُعرَف اليوم بجامعة سوانزي)، وديفِد ديكسون (1930–2005)، الذي كان محاضِراً في علم المصريات في كلية لندن الجامعية، على تنسيق مجموعة مختارة من القطع الأثرية وجلبها  إلى سوانزي. اشترَطَ القرض أن تكون القطع الأثرية “متاحة للعاملين في مجال البحث في جميع أنحاء العالم، وأن يكون جزء منها على الأقل، معروضاً للعلن”. في سبتمبر 1971، وصل اثنان وتسعون صندوقاً من القطع الأثرية إلى جنوب ويلز. تم استكمالها لاحقًا بثمانية وأربعين مزهرية فخارية. قامت كيت بوسي غريفيثس (1910–1998)، زوجة عالِم المصريات جوين غريفيثس، بتفريغ الصناديق بعناية، وإعادة اكتشاف ثروة من القطع الأثرية؛ وقد كان بعضها لا يزال ملفوفًا في أوراق صُحُف من فترة الثلاثينيات. اشتملت هذه الصناديق على قطع أثرية من أرْمَنْت، وتل العمارنة، ودير المدينة، وإسنا، ومستجدة، وقاو الكبير، وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يمكن تتبع بعض القطع الأثرية ونسبته إلى المجموعات الأثرية وبخاصَّةِ مجاميع كل من، روبرت دي روستافجيل (1853-1943)، وروبرت غرينفيل جاير أندرسون (1881–1945)، والقس راندولف همفري بيرينز (1844–1922)، ولويجي بالما دي تشيسنولا (1832–1904)، والقس وليَم فرانكلاند هود (1825–1864)، والقس وليَم ماكغريغور (1848-1937)، من بين آخرين.

Black and white photograph deicting Kate Bosse and Gwyn Grififths on their wedding day.
كيت وجوين في يوم زفافهما، 1939 (© Heini Gruffudd)

وباعتبار كيت امرأة عاقدة العزم ولا تُقهر، فإنها قد نجحت في إنشاء متحف صغير، أقامته في قسم الكيمياء لمدة عامين. وبالإضافة إلى ذلك، وتحت رعاية جون غولد (1927–2001)، رئيس قسم الدراسات اليونانية، سرعان ما ضمت غرفة صغيرة في قسم الكلاسيكيات اليونانية عددًا من القطع الفريدة والشائقة، التي قامت كيت وآخرون بنشر العديد منها لاحقًا. ساعد روجر ديفيز، مصور كلية الفنون، وزوجته، كيت في إقامة المعرض. طلب ديفيد ديكسون بصفته ويلزياً غيوراً، أن تكون جميع التسميات ثنائية اللغة، وهي سياسة لا يزال يتم الالتزام بها.

Black and white photo of a woman (Kate Bosse-Griffiths) standing in a science lab with Egyptian artefacts on the tables.
الدكتورة كيت بوسي غريفيثس مع المجموعة الأثرية الموجودة في مختبر العلوم (1972)

عُرِضَت رسمياً المجموعة الأثرية، التي أصبحت تعرف باسم متحف سوانزي ويلكوم، للجمهور في يونيو 1976 لمدة يومين بعد الظهر في كل أسبوع من الفصل الدراسي (الخميس والجمعة 2.30–4.30). كما تم عرض بعض القطع الأثرية في المعهد الملكي لجنوب ويلز (يُعرف اليوم بمتحف سوانزي). على الرغم من عرض عدد محدود من القطع الأثرية في ظل ظروف وقائية داخل الجامعة، فإنه تمَّ عرض معظمها. ولتعزيز الحفاظ على هذه القطع الثمينة، فقد حصلت الجامعة على منصَّات عرض إضافية، باستخدام أموال من احتياطياتها خلال العام الدراسي 1978–1979.

Black and white photo of a group of six people, four males and two females, looking into the camera. One of the women in the centre has her hand on an ancient Egyptian pottery coffin.
الافتتاح الرسمي لمتحف ويلكوم في عام 1976. من اليسار إلى اليمين: البروفيسور غوين غريفيثس، البروفيسور روبرت ستيل (مدير الجامعة)، الدكتورة كيت بوس غريفيث، مايورس وعمدة سوانزي، تي جي إتش (هاري) جيمس.

في عام 1978، تمَّت إضافة قطع أثرية جديدة إلى المجموعة الأثرية من قِبَل مركز استكشاف مصر، بعد أن قام المتحف البريطاني بتوزيع الفائض من المواد الأثرية للمركز، التي حصل عليها من عمليات الحفر والتنقيب. يعود العديد من القطع الجديدة إلى منطقة تل العمارنة. بالإضافة إلى ذلك، فقد تمَّ في عام 1982 نقل تابوت الأسرة الحادية والعشرين لمغنية آمون، إيوسنحسيتمُت، من متحف ألبِرت التذكاري الملكي في إكسِتَر.

Black and white image of a woman (Kate Bosse-Griffiths) holding brushing dust off a wooden coffin lid.
الدكتورة كيت بوسي غريفيثس مع تابوت مُنشدة آمنون، الذي تم الحصول عليه مؤخراً، إيويزنهيستموت (1982).

في عام 1993، مُنح لقب “أمين المتحف الفخري” إلى ديفِد جِلّ، وهو المحاضِر في قسم الكلاسيكيات والتاريخ القديم. كان ديفِد في السابق مساعد باحث في الآثار الإغريقية والرومانية في متحف فيتزوليَم في كامبريدج (1988–1992). واصلت كيت عملها “مستشارةً فخريةً”. ظلت المجموعة الأثرية غير مستخدمة بشكل كافٍ، ربما بسبب محدودية الموارد من حيث الموظفين والمال والمساحة، ولكن ربما أيضاً بسبب عدم مواكبة الطرق العصرية في التعلُّم في الجامعات آنذاك، بحيث كانت طريقتهم قائمة على الفحص اليدوي للقطع.

A man (David Gill) standing in front of museum display cases containing Egyptian artefacts. He has a mostache and wears a blue tie.
البروفيسور ديفِد جِل في مركز مصر

في يناير 1995، أصدرت سِبُل كراوتش، مديرة مركز تاليَسِن للفنون ، تقريراً إلى اللجنة الفرعية لصورة الجامعة والتسويق، تقترح فيه إنشاء متحف جديد لمعرض علم المصريات. بعد اقتراح تحسين الوصول إلى المجموعة، تم السعي للحصول على تمويلٍ من منظمة اليانصيب التراثي وصندوق التنمية الإقليمية الأوروبية. سمح هذا، جنباً إلى جنب مع مبلغ من الجامعة، ببناء متحف تم بناؤه لهذا الغرض كجناح لمركز تاليَسن للفنون. عمل فريق العمل، برئاسة البروفيسور آلان بي. لويد، وهو عالِم المصريات ورئيس قسم الكلاسيكيات والتاريخ القديم، على أفكار للعرض. خلال هذا الوقت، كان من بين أعضاء المجموعة: سِبُل كراوتش؛ ديفِد جِل؛ أنتوني دونوهيو (1944-2016)، وهو عالِم المصريات الذي درس المجموعة الأثرية على مدى عدد من السنوات؛ فيونا نِكسون، وهي مهندسة معمارية في جامعة سوانزي؛ وجيرالد غاب، من خدمة متحف سوانزي.

Three workmen with hard hats digging the foundation to a building.
بداية بناء مركز مصر (© Howard Middleton – Jones)

خلال الفترة الانتقالية، نظم ديفِد جِل، مع أليسون لويد من معرض غلين فيفيان للفنون في سوانزي، معرضاً في غلين فيفيان بعنوان وجه مصر ؛ لعرض عناصر مختارة من متحف ويلكوم، إضافة إلى عناصر مستعارة من متاحف ويلزيَّة أخرى، “كتذوُّق مبدئي” للمتحف الجديد. وبكل تأكيد، فقد تكللت هذه التجربة بنجاحٍ باهر.

An image of a carved stone relief depicting the profile of an ancient Egyptian pharaoh wearing a headdress with a cobra. The text "THE FACE OF EGYPT" is superimposed over the image.
غلاف كتالوج معرض وجه مصر

في عام 1997، تم نقل 130 قطعة إلى سوانزي من جامعة ويلز في أبيريستويث، حيث كانت هذه القطع تُشكِّلُ جزءاً من مجموعة قطع أثرية لتدريس موضوعات متنوعة. في نفس العام، تم توظيف أول أمينة متحف محترفة: كارولين جريفز براون، وفي سبتمبر 1998، تم افتتاح المتحف رسمياً للجمهور برعاية الفايكاونت النبيل سانت ديفِدس (1939–2009). يتكون المتحف من معرضين، هما: بيت الحياة وبيت الموت.

Photo showing a group of people standing either side of a plaque commemorating the opening of the Egypt Centre.
الافتتاح الرسمي لمركز مصر في العام 1998. من اليسار إلى اليمين: سِبُل كراوتش، فيونا نِكسون، الدكتورة كارولين جريفز-براون، البروفيسور روبِن ويليَمز (نائب المستشار السابق)، البروفيسور ديفِد جِل، البروفيسور آلان لويد، اللورد سانت ديفِدز، عمدة سوانزي وزوجته.

في العام التالي، تم تشكيل مركز أصدقاء مصر مع البروفيسور آلان لويد، الذي قام بإلقاء المحاضرة الافتتاحية. ومنذ ذلك الحين، أجرت مجموعة الأصدقاء أكثر من 200 محادثة، ونظمت جولات إلى متاحف المملكة المتحدة، كما استضافت فعاليات أخرى. يواصل الأصدقاء دعم مركز مصر، على الرغم من أن غالبية المحادثات تجري الآن من خلال تطبيق زوم (Zoom) بعد جائحة كوفِد-19.

A bronze plaque mounted on a wooden surface. The plaque contains text in English and Welsh, stating that the cabinet was kindly presented to the museum by The Friends of the Egypt Centre in 2001. The Welsh text translates to "This cabinet was kindly presented to the Museum by the Friends of the Egypt Centre 2001." The plaque also features a small image of a falcon and a scarab beetle.
لوحة تذكارية لإحياء ذكرى شراء خزانة العرض لمركز مصر من قبل مجموعة الأصدقاء

ومنذ أن فُتِحَت أبواب مركز مصر، تلقَّى المركز العديد من التبرعات والقطع الأثرية المُستعارة. في عام 2005، وصلت اثنتان وأربعون قطعة على سبيل الإعارة، لأمدٍ طويل، من المتحف البريطاني، بينما وصلت في عام 2012، مجموعة من ثمانٍ وخمسين قطعة أثرية من كلية ووكينج. في الآونة الأخيرة، وصل أكثر من 800 قطعة على سبيل الإعارة من متاحف هاروغيت. خلال فترة الاستعارة هذه، سوف يتم البحث في القطع، وعرضها وإتاحتها للجمهور عبر كتالوج مجموعة مخصص عبر الإنترنت.

Photo of a man (Ken Griffin) and woman (May Catt) standing next to a wooden box containing a black mask of the jackal deity Anubis.
مي كات (مدير أول، متاحف هاروجيت) وكين غريفِن (أمين مركز مصر) مع قناع أنوبِس

أقيمت العديد من المعارض الخاصة في مركز مصر على مر السنين، كان أولها: تأملات النساء في مصر القديمة: النساء والمتاحف وعلماء المصريات ، الذي تم إطلاقه في عام 2001. في العام 2005، كان مركز مصر محظوظاً بتلقيه، على سبيل الإعارة المؤقتة، بردية رايد الرياضية من المتحف البريطاني، التي رافقت معرض “معادلة الفرعون: الرياضيات في مصر القديمة “. عام 2010، من خلال العدسة: صور مصر1917-2009، عُرِضت الصور التي التقطها الرقيب جونستون من كارمارثين خلال الحرب العالمية الأولى. أتاح اقتناء منصَّة العرض المؤقتة لمعرض بيت الحياة فرصة للطلبة في جامعة سوانزي تنظيم عروضهم الخاصة، كجزء من دورة تدريسية عن المتاحف، يقوم موظَّفو مركز مصر بتدريسها.

Photo of a man (Richard Parkinson) standing next to a display labelled as the Rhind Mathematical Papyrus.
البروفيسور ريتشارد باركنسون يكشف النقاب عن بردية رايند الرياضية (2005)

نظم مركز مصر واستضاف عدداً من المؤتمرات الدولية على مر السنين. وهذا يشمل الجنس والجنسانية في مصر القديمة: “اعتمر شعرك المستعار لساعة سعيدة” (2005)، التي نُشرت وقائعها في العام 2008؛ المستَغَلُّون والمحبوبون: الحيوانات في مصر القديمة (2006 )؛ علم المصريات في الوقت الحاضر: الأساليب الاختبارية والتجريبية في علم الآثار (2010)، مع الإجراءات التي تلت في العام 2015. أشياء شيطانية: تم تنظيم الظهورات المصرية القديمة للكيانات الحَدِّية بالاشتراك مع مركز مصر ومشروع علم الشياطين المصري القديم. في عام 2018، استضاف مركز مصر المؤتمر السنوي “اللجنة الدولية لعلم المصريات (CIPEG)”، تحت شعار: القفز فوق الحواجز! التغلب على معوقات الإنجاز. منذ عام 2019، ومازال المتحف يقوم باستضافة مؤتمرٍ سنويٍّ لعرض المجموعة الأثرية لمركز مصر. كان آخرها مؤتمر الذكرى السنوية الخامسة والعشرين، الذي تخلله إطلاق أول معرض لهاروغيت (لتبقى أسماؤهم حَيَّةً).

Group photo of conference delegates seated in a lecture theatre.
المشاركون في مؤتمر علم المصريات في الحاضر (2010)

قائمة المراجع:

Gill, D. (2005) ‘From Wellcome Museum to Egypt Centre: Displaying Egyptology in Swansea’. Göttinger Miszellen: Beiträge zur ägyptologischen Diskussion 205: 47–54.Graves-Brown, C. (2004) ‘The birth of the Egypt Centre’. Discussions in Egyptology 59: 23–30.

Griffiths, J. G. (2000) ‘Museum efforts before Wellcome’. Inscriptions: The newsletter of the Friends of the Egypt Centre, Swansea 5: 6.

Griffin, K. (2019) ‘Egypt in Swansea’. Ancient Egypt 20, 2: 42–48.

Larson, F. (2009) An infinity of things: How Sir Henry Wellcome collected the world. Oxford: Oxford University Press.

Rhodes James, R. (1994) Henry Wellcome. Hodder & Stoughton, 1994.